في عالم يبدو فيه أن صحة الصغار هي مرآة الغد، تبرز نحافة الأطفال كصرخة خفية تستدعي الإنصات قبل فوات الأوان.
وفي تقرير تلفزيوني بعنوان «النحافة عند الأطفال: تحدٍ صحي يؤثر على النمو العقلي والجسدي»، أُكد أن ظاهرة النحافة قد تبدو للوهلة الأولى مجرد مسألة شكلية، لكنها في الواقع تنطوي على أبعاد أعمق تمس الجسد والعقل معاً. إذ أنه خلف تلك الأجساد النحيلة قد يكمن ضعف في المناعة، تأخر في النمو، وهشاشة تجعل الطفل عرضة للمرض. إن هذه الأزمة تتجاوز المظهر لتصبح جرس إنذار يستدعي تحركًا عاجلاً.
أسباب كثيرة تصيب الطفل بالنحافة، من أبرزها سوء التغذية.
يروي الخبراء أن للنحافة أسبابًا متعددة، منها ما يرتبط بسوء التغذية عندما يُحرم الجسم الصغير من وقوده الأساسي من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضرورية. كما قد تعود الأسباب إلى أمراض مزمنة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي. أما بالنسبة للعوامل الوراثية، فقد تلقي بثقلها وتجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للنحافة دون إرادتهم.
وأشار التقرير إلى أنه لمن يرغب في مواجهة هذا التحدي، لابد من إجراء تغيير جذري يبدأ بالوعي. لذا، يجب على الأهل إدراك أن التغذية السليمة هي أساس حياة صحية، وأن وجبات أطفالهم يجب أن تكون مزيجًا من البروتينات التي تبني، والدهون الصحية التي تمد بالطاقة، والكربوهيدرات التي تنشط الروح والجسد.
ولفت التقرير إلى أن النشاط البدني ليس مجرد لهو، بل هو مفتاح لتحفيز الشهية وإطلاق عجلة النمو. ولا تقل الفحوصات الطبية الدورية أهمية عن ذلك، فهي نافذة تطل منها الأسر على صحة أبنائها، وفرصة لكشف أي عائق قد يحجب عنهم نعمة ١النمو السليم.